هل صرح الشيخ عبد القادر الجيلاني بنسبه الهاشمي؟!

هل صرَّح الشيخ عبد القادر الجيلاني بنسبه الهاشمي ؟! 

ورد في مخطوط كتاب بهجة الأسرار و معدن الأنوار لعلي بن يوسف الشنطوفي ت 713 هجري بخط يده و بإسناده :-

"أخبرنا الفقيه العالم أبو المعالي أحمد بن الشيخ المحقق أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدالرزاق بن عيسى البغدادي قال : أخبرنا قاضي القضاة أبو صالح نصر قال : أخبرنا والدي عبدالرزاق قال : سألت والدي الشيخ محيي الدين بن أبي صالح موسى جنكي دوست ابن ابي عبدالله بن يحيى الزاهد ابن داوود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله المحض........إلخ". 

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻲ ‏( ﺫﻳﻞ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ‏) ‏( 2/194 ‏) : ‏( ﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﻘﺮﺉ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺸﻄﻨﻮﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ، ﻓﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﻣﻨﺎﻗﺒﻪ ﺛﻼﺙ ﻣﺠﻠﺪﺍﺕ ، ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄَّﻢ ﻭﺍﻟﺮَّﻡ ، ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﺀ ﻛﺬﺑﺎ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻻ ﻳﻄﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻤﺎ ﻓﻴﻪ ، ﻓﺄﻧﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‏) و بما أن نسب الشيخ عبدالقادر الجيلاني مشهور قبل الشنطوفي حيث سبقه بذكره الحافظ الدمياطي ت 705 هجري رحمه الله حيث قال : في ترجمة الفضل الله بن عبدالرزاق "بن عبدالقادر بن جنكي دوست بن عبدالله بن يحي الزاهد بن محمد بن داوود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب .... كذا املى علي نسبه هكذا الى علي أبو المحاسن بن ابي بكر بن محمد بن ابي صالح ابن ابي عبدالله الجيلي ... البغدادي الدار والوفاة والمولد.

- (الدمياطي ت 705 هجري / معجم شيوخ الدمياطي / مخطوط (دار الكتب الوطنية بتونس) لوح 133). 

و المعلوم أن أول من أشهر النسب الحسني الهاشمي للشيخ عبد القادر الجيلاني هو حفيده قاضي قضاة بغداد السيد نصر بن عبدالرزاق بن عبدالقادر الجيلاني قرابة 600 هجري. 

و لكن قد يسأل سائل لماذا لم يكن الشيخ عبدالقادر الجيلاني يتكلم بنسبه أمام الناس و معظم من نقل عنه من معاصريه نعتوه بالجيلي او الجيلاني او البشتيري او الازجي ؟! 

أولاً : نقول  أن الجيلي و الجيلاني هذه نسبة إلى أسماء مواضع لا قبائل  فكنية الجيلاني نسبة لمدينة جيلان في إقليم طبرستان من بلاد فارس والبشتيري نسبة إلى بلدته بشتير و أما الأزجي نسبة إلى منطقة باب الأزج في بغداد و هي التي بني فيها مدرسته. 

ثانياً : الشيخ عبدالقادر الجيلاني كان رجل زاهد في الدنيا مقبلاً على أمور الآخرة عاكفاً على طلب العلم و منشغل بالتدريس و الوعض و لم يكن يهتم لموضوع النسب و الحسب، و هذا ما وضحه لنا ابن الفوطي ت723 هجري في معجم الآداب (ج5 /ص 70) 

بأن سبب عدم بروز نسب الشيخ في زمانه, اذ يقول: "ورأيت نسبه متصلا بالحسن بن علي بن ابي طالب, لكن الشيخ محيي الدين لم يكن يعتد به, وكان يمنع اولاده من التلفظ به".

و قد قال جعفر الأعرجي في كتابه مناهل الضرب ص٢٥٢ :- " ثم إنه رجل كيلاني لم يضره إذا لم يعرف نسبه أحد من أهل بغداد، و هو غريب فيهم، و إنما يعرفه اهل كيلان، و قد أثبته العرفاء في جرائدهم، و أثبتوا نسبه...إلخ".

- صورة مخطوط كتاب بهجة الأسرار و معدن الأنوار لعلي بن يوسف الشنطوفي بخط يده.