نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني و مشجرات العمري

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أحسن الخلق سيدنا محمد و على آله و صحبه الغر المحجلين و بعد...
يتداول الجهلة الطاعنون بنسب السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني مولداً الحسني الهاشمي القرشي نسباً نصاً يتحججون به على بطلان نسب الشيخ الجيلاني الهاشمي و يملئون به المواقع الإلكترونية والمنتديات بقصد النيل من أبناء هذا النسب و الإساءة إليهم و فحوى النص ما يلي :
" قال العمري في ( مشجراته ) (57) : نسبوا هذا الشيخ محي الدين عبد القادر الكيلاني الى عبد الله بن محمد بن الرومية يقال لولده بنو الرومية كما يقال محمد المذكور ، ولم يدَّع الشيخ عبد القادر هذا النسب ولا احد من أولاده وإنما ابتدأ بها ولده القاضي أبو صالح نصر بن ابي بكر بن عبد القادر ولم يقم عليها البينة ولا عرفها له أحد على ان عبد الله بن محمد بن علي رجل حجازي لم يخرج من الحجاز وهذ الاسم أعني جنكي دوست أعجمي صريح كما تراه فلا طريق في إثبات  هذا النسب الا البينة العادلة وقد اعجزت القاضي ابا صالح واقترن بها عدم موافقة جده الشيخ عبد القادر وأولاده له والله سبحانه وتعالى أعلم" .  
الرد على هؤلاء الجهلة :-
أولاً :- هذا النص موجود في كتاب صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار المنسوب لسراج الدين الرفاعي المخزومي / صفحة 57  ، و هذا الكتاب من جملة  الكتب التي قام بتلفيقها أبو الهدى الصيادي في خضم الصراعات الجيلانية الرفاعية على تولي نقابات الأشراف أنذاك، و كان الدافع الرئيسي وراء قيام الصيادي بتلفيق هذه الكتب التي تطعن بنسب الشيخ عبدالقادر الجيلاني رفض نقباء الأشراف الكيلانية فكرة إنتساب أبو الهدى الصيادي للنسب الرفاعي ، فقد أورد عبدالرحمن بن سليمان الشايع (ت 1380هـ) في كتابه (جناية الصيادي على التاريخ) أسماء لبعض الكتب الملفقة من قبل أبو الهدى الصيادي(ت 1328هـ) تطعن بنسب الشيخ عبدالقادر الجيلاني و منها : -
1) كتاب بحر الأنساب أو الثبت المصان المنسوب لإبن الأعرج الحسيني نقيب واسط / كتاب جناية أبو الهدى الصيادي على التاريخ- ص 58.
2) كتاب صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار المنسوب لسراج الدين المخزومي / كتاب جناية أبو الهدى الصيادي على التاريخ- ص67.
3) كتاب غاية الإختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار المنسوب لتاج الدين ابن زهرة الحلبي / كتاب جناية أبو الهدى الصيادي على التاريخ- ص 71.
و غيرها من الكتب التي قام أبو الهدى الصيادي بتلفيقها أو الدس عليها. 




ثانياً :- من يكون هذا العمري صاحب المشجرات ؟؟!
بعد البحث الطويل و التقصي لا وجود لشخص عالم بالأنساب و له مصنفات في هذا الفن معاصر للشيخ عبد القادر الجيلاني أو أبنائه أو أحفاده أو حتى قريب من زمن حياة الشيخ عبد القادر الجيلاني إلا السيد نجم الدين علي بن محمد العلوي العمري المعروف بإبن الصوفي صاحب كتاب "المجدي في انساب الطالبيين" المتوفي عام 459 هـ، و المعلوم أن الشيخ عبد القادر الجيلاني ولد عام 470 هـ!!!
فهل شهد المزور الذي قام بتلفيق هذا الكتاب التافه لحظة عودة السيد نجم الدين علي بن محمد العلوي العمري إلى الحياة بعد موته ليعترض على حفيد الشيخ عبد القادر الجيلاني قاضي قضاة بغداد السيد نصر بن عبدالرزاق بن عبدالقادر الجيلاني حين قام بإشهار النسب الحسني الهاشمي للشيخ عبد القادر الجيلاني؟؟؟!




ثالثاً : هذا النص هو نفس النص  المنسوب لجمال الدين أحمد بن عنبة مؤلف كتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب!!!




و كان الرد عليه : -
أولاً : - بخصوص أن عبدالله بن محمد بن يحيى رجل حجازي لم يخرج من الحجاز!! 
نقول هذا طعن بنسب ابن عنبة نفسه لأن ابن عنبة من نسل محمد (الوارد من الحجاز الى العراق و نزل الحاير) بن عبدالله بن محمد بن يحيى!! 
فكيف يطعن ابن عنبة بنسب الشيخ عبدالقادر الجيلاني بحجة أن عبدالله بن محمد بن يحيى رجل حجازي لم يخرج من الحجاز؟!!!! 
فهل الهجرة مقبولة لمحمد جد ابن عنبة و مرفوضة لاخيه موسى جنكي دوست والد الشيخ عبدالقادر ؟!!! 
ثانياً :- بخصوص" و هذا الإسم أعني جنكي دوست أعجمي صريح كما تراه "!! 
نقول هناك أسماء أعجمية كثيرة تخص سادة من آل البيت : 
 1-  كلوبرين : ابو علي مهدي كلوبرين بآمل و هو أسم مدينة بجيلان (نفس محافظة جيلان التي منها  الشيخ عبدالقادر الجيلاني) (الفخري في أنساب الطالبيين ص 139).
2-  إبن ناخن : و أعقبوا بطبرستان و البصرة و جيلان، أحدهم حمزة المعروف بـ "إبن ناخن" ( الفخري في أنساب الطالبيين ص 147) 
و هناك ألقاب لسادة بطبرستان ذكرهم ابن عنبة نفسه في أكثر من موضع مثل ( ششديو، اميركا، مانكديم، سراهنك). و جنكي دوست لقب كمثله من الألقاب أطلق على السيد موسى والد الشيخ عبدالقادر الجيلاني و معناه حسب المعاجم الفارسية "العظيم القدر"  
فهل نطعن بهؤلاء السادة فقط لأن أسمائهم و القابهم أعجمية؟!!!
ثالثاً :- بخصوص " عدم موافقة جده عبدالقادر له"!!
نقول أن القاضي نصر ( ٥٦٤-٦٣٣ هجري) ولد بعد وفاة جده عبدالقادر بثلاث سنوات!!؛ فكيف يزعم أن جده لم يوافقه؟!!! 
الشيخ عبدالقادر أساساً لم يكن حياً عندما ولد حفيده الذي أشهر النسب الحسني الهاشمي لعائلته، كما أن الشيخ عبدالقادر لم ينتسب أساساً لنسب آخر حتى نفترض أن الموافقة بالنص تعني إتفاق النسب. 
أخيراً و ليس آخراً نقول ما قاله الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه و أرضاه :-
أمــــا والله إن الظـــــــلم شـــــــــــــؤمٌ
ولا زال المــــســـيء هو الظلـــــــــومُ
إلــــى الديــــــان يوم الديـــــن نمضــي
وعنـــــد الله تجـــــتمع الخـــــصـــــومُ
ســـتعلم فــــي الحســــاب إذا التــقينـــا
غــدا عنـــد المليــــك – مَنْ الملــــومُ ؟
ســــتنقطــــع اللذاذة عـــــن أنـــــــاس
مــــــن الدنيــــــا وتنقطـــــع الهمـــومُ
لأمــــــر مـــا تصـــــرّمت الليـــالـــــــي
لأمـــــر مــا تحركـــــــت النـــــجـــــومُ
ســـــــل الأيــــــــام عــن أمم تقضـــــتْ 
ســتنبــــيك المعــــــالم والرســـــــــومُ
تــــروم الخـــــــلد فـــــي دار الدنــــايـا
فكـــــــم قــــد رام غيـــرك مـــــا ترومُ
تـــــــنام ولـــــم تـــنم عنـــك المنـــايـــا
تـــنــبه للمنـــــــية يــــــــا نـــــــــؤومُ
لـــــهوت عــــــن الفنــــــاء وأنت تفنى
فــــــما شــــيءٌ من الدنيـــــــا يــــدومُ
تـــــموت غــــــداً و أنــــت قرير عيــــن
مـــن الشـــــهوات فـــي لُجج تعــــــومُ






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسب الإمام عبدالقادر الجيلاني الهاشمي و أحفاده الزعبية