النسب والطريقة

بسم الله الرحمن الرحيم 

وردنا السؤال التالي من أحد الأشخاص وهو:

هل  نسب الزعبية للشيخ عبدالقادر الجيلاني لحوق طريقة وليس لحوق نسب ؟!

قلتُ: الجواب على هذا السؤال بعدة نقاط مهمة جداً:

أولاً: يجب أن نتفق على أن الصوفية كانت هي العقيدة الرائجة بين الناس في زمن الخلافة العثمانية الإسلامية. 

ثانياً: كان علماء السير والتراجم والمؤرخين دقيقين في هذا الخصوص. حيث كانوا عندما يذكرون الشخص اللاحق طريقةً يذكرون أسمه ويلحقوه بإسم الطريقة التي يتبعها دون أي إشارة للنسب كـ: القادري / الرفاعي / السنوسي / الدسوقي... إلخ.

ومن الأمثلة على ذلك في الكتب والمراجع:

أ] ذكر أبو الفضل محمد خليل بن علي بن محمد المرادي(ت ١٢٠٦ هـ) في كتابه ( سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر / الجزء ٣ / ص ٢٥٠ ):

"السيد علاء الدين ابن السيد عبداللطيف بن علاء الدين أحمد بن بن إبراهيم الحُسيني القادري الشافعي، العذراوي، ثم الدمشقي، الشيخ العلّامة الفهامة، الفاضل الكامل، الحسيب النسيب.... فصارت له نقابة الأشراف بحماة... إلخ. وأيضاً: "عليم الله بن عبد الرشيد بن العباسي النسب، الحنفي النقشبندي... إلخ".

ب] ذكر الشيخ العلّامة محمد راغب الطبّاخ في كتابه (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء / الجزء ٦ / ص ١١):

"يحيى بن يوسف بن عبدالرحمن قاضي القضاة، نظام الدين أبو المكارم الربعي(أي من قبائل ربيعة بن نزار نسباً) الحلبي التاذفي الحنبلي القادري". 

وأما عند ذكر الشخص اللاحق نسباً كانوا يذكرون عبارات تدل على النسب كـ: القادري نسباً / القادري نسباً وطريقةً / خادم طريقة جده / الحسني / الحسيني... إلخ.

ومن الأمثلة على ذلك في الكتب والمراجع:

أ] قال القاضي عبدالحفيظ الفاسي الفهري في كتابه (إستنزال السكينة الرحمانية بالتحدث بالأربعين البلدانية / نسخة المطبعة المهدية / صفحة [13-14]) عند ذكر نقيب السادة الأشراف بطرابلس السيد عبدالفتاح الزعبي الجيلاني:

"السيد أبو المواهب عبدالفتاح بن محمد بن بدر الدين بن محمد نجيب القادري نسباً الزعبي لقباً... إلخ".




ب] ذكر القاضي العلّامة الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني في كتابه ( جامع كرامات الأولياء / نسخة دار صادر / صفحة 222):

"الشيخ محمد نجيب بن عبدالفتاح الزعبي الطرابلسي القادري نسباً وطريقةً... إلخ / الشيخ محمد بدر الدين الزعبي الطرابلسي القادري نسباً وطريقةً... إلخ".




ج] ذكر السيد محمد العزوزي الإدريسي في كتابه (إتحاف ذو العناية / صفحة [130-131]):

"السيد عبدالفتاح الزعبي القادري الحسني".




ثالثاً: ذكر العلّامة النسابة جعفر الأعرجي (ت 1332هـ) في كتابه (مناهل الضرب في أنساب العرب / صفحة 446):

"مَنْ كان من ذرية الشيخ عبد القادر عليه علامة الشرف دون غيرهم من القادريين ممن ليس من نسله".

ومعنى هذا الكلام أن أتباع الطريقة القادرية لم يكونوا في زمن جعفر الأعرجي ينتحلون نسب الشريف الشيخ عبدالقادر الجيلاني.




 ونسب عشيرة الزعبية الجيلانية الهاشمية للشيخ عبدالقادر الجيلاني كان مشهور ومستفاض حتى قبل زمان جعفر الأعرجي بأكثر من 250 عام. 

رابعاً: كانت نقابة الأشراف بطرابلس الشام برئاسة نقيب من عشيرة الزعبية الجيلانية الهاشمية، وما كانت الأسر والعائلات الهاشمية الشريفة الأخرى لتقبل أن يرأس نقابتها رجل ليس هاشمي من النسب الشريف، وما كانت الدولة لتقوم بتعنيه نقيباً للأشراف. 

خامساً: كان القانون في زمن الدولة العثمانية حازماً بما يخص الإدعاءات الكاذبة لنسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث ورد في (سجل نقابات الأشراف لعام 1099هـ):

"ضرب شديد، وحبس مديد، وتشهير لازم، لمن انتسب للنبي صلى الله عليه وسلم كذباً لأنه استخفاف بحق الرسول".




والخلاصة: أن عشيرة الزعبية في بلاد الشام تنتسب للشيخ عبدالقادر الجيلاني الحسني الهاشمي نسباً  وطريقةً. 

والختام سلام ❤️🌹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نسب الإمام عبدالقادر الجيلاني الهاشمي و أحفاده الزعبية